راشد محمد الفوزان
بعد نشر تداول تفصيل كميات الأسهم الحرة وغير الحرة، ظهر لنا الآن ما هو حجم السوق الحقيقي، وأنها صغيرة تماما، فالسوق فقط يتداول 32بالمائة من كامل الأسهم المصدرة، فالدولة "ما شاء الله" تسيطر على كل الكميات، والمؤسسين من سعوديين وأجانب وأفراد من يملك 10بالمائة وأكثر، ماذا بقي للمواطن البسيط؟ حقيقة هي فتات لا شيء، إذاً تركز الكميات لدى هذه الفئة، يعني سيطرة كاملة على السوق، وسبق تقرير تداول عن الأسهم الحرة تقرير سابق وهو عن المتداولين من هم؟ أظهر تقرير تداول أنهم الأفراد بنسبة تصل 93بالمائة، طبعا هناك فرد يعادل ميزانية دولة أو دول، والفرد يعني عدم وجود القوة، بقدر وجود السيطرة والفردية والسوق غير المؤسسي، السوق إذاً فقير في الأسهم المتداولة، وهذا هو سر السيطرة على أسهم المؤشر التي ترفعه لقمم وتهبط به كيفما يريد هؤلاء "الأفراد الكبار" فحين نعرف أن الكمية المتداولة من بنك الرياض فقط 37.51بالمائة، وسامبا 55.46بالمائة، بنك ساب 19.15بالمائة، الفرنسي 55.02بالمائة، والراجحي 14.37بالمائة ( مفاجأة حقيقة الراجحي بضعف كميات التداول)، سابك فقط 24.37بالمائة، الكهرباء 24.29بالمائة، الاتصالات 17.38بالمائة، ينساب 25.72بالمائة.
هذه إحصائية للأسهم الأكثر تأثيرا وأثرا على المؤشر العام، هل لاحظنا كم هي قليلة وفقيرة الكميات المتداولة، أين ذهبت الكميات إذا استبعدنا كمية الدولة؟ هي فقط لدى أفراد وصناديق، وتجفيف كامل وتام للسوق، أو بمعنى أدق للأسهم القيادية، حتى يسهل إدارة السوق وتوجيهه كيفما يريد المسيطرون، ويعزز ذلك ضعف معالجة هذا الوضع، فلماذا لا تتخلى الدولة عن حصة تصل 20بالمائة مما تملك للمواطن البسيط والعادي وليس لنفس الفئة؟ لماذا الحزن ورفع الأصوات والمطالبة بوقف الاكتتابات في ظل سوق بهذا الوضع الشحيح، وسيولة عالية تستطيع امتصاص أي كميات أسهم، المستثمر البسيط يريد أسهما جيدة لكنه لا يجد، فقد تم تجميدها وتجفيفها، ومن يريد لا بد له من الصعود عاليا