مثل يردده كبار السوق "جود السوق ولا جود البضاعة" فمتى كانت ظروف السوق جيدة ومنسجمة، أصبحت سوقا جيدة يمكن بيع حتى السلع الرديئة حتى حين، سوق الأسهم السعودية الآن يعاني في نظر الكثير، رغم أنني أرى أن السوق يتجه ليبحث عن مكانه الصحيح وموقعه الصحيح المستحق، فحين تكون أسهم شركات خاسرة أو تحت التأسيس أو عمرها التاريخي بالأيام ولم تبدأ نشاطها، وأسعارها تحلق عاليا هذا يدلل على أن السوق غير صحي مهما استمر الزمن، وهذا هو السوق يصحح الآن، وحتى الآن كثير من الشركات الخاسرة أو التي بالكاد تأسست لا تزال أسعارها عالية وعالية جدا
إذا سوق غير صحي وغير منطقي، الشركات الاستثمارية ذات العوائد هي أفضل حالا بكثير وتعتبر مجدية استثماريا متى كانت بأسعار عادلة، ونلحظ كثرة التقييم للأسهم القيادية خاصة سابك التي وضعت سعر 155ريالاً في أبريل 2007ثم رفع إلى 160ريالاً ثم 230ريالاً وأخيرا 260ريالاً، كل هذه المتغيرات خلال أقل من سنة قيمة سابك بهذه الأسعار، رغم أن من قيم سابك لم ينشر أي شيء عن الآلية التي قيمت على أساسها
ولا نناقش هنا تستحق أو لا تستحق بقدر مانريد معرفة أسباب هذه الفجوات السعرية المتصاعدة على أي أساس بنيت، وهذه الشركات والبنوك التي تقيم لا تظهر تقريرا واحدا عن أي شركة سعرها غير مستحق؟؟ وهذا يعني أننا نحتاج تفسيرات وذكر مبررات عن أي منهج يتم اتباعه، اعتقد دور هيئة السوق المالية لا بد يكون حاضرا ومهما هنا، ما أسباب أن التقييم يظهر حين تتراجع الأسعار؟
وما أسباب عدم ظهوره حين تكون الأسعار مبالغا بها؟ ومن دفع وأمر هذه البنوك والشركات بنشر تقييمات مستمرة ومتصاعدة لشركات بعينها وذاتها؟ أسئلة كثيرة، فهل هي مصاعب للشركات التي في السوق أم محاولة ترميم السوق ومعالجة مشاكله التي تسيطر عليها مضاربات ومضاربون وبالتالي يعالج السوق نفسه بنفسه كما تقول نظرية "أدم سميث" السوق في النهاية سيقف عند القيم العادلة والمستحقة طال الزمن أو قصر، السوق السعودي يعاني من البحث عن أسعار عالية من المضاربين والمتداولين في شركات لا تستحق 5ريالات أو حتى 4ريالات ماذا تعطي؟ ما هو العائد؟ ما هو النمو لديها؟ لا شيء، إذا السوق يصححها بقوة سيكولوجية السوق المنطقية، فتوسع السوق وكثرة إدراج الشركات أهلك المضاربين وهذا هو الحل حقيقة، وتنوع الخيارات أيضا، فبقي هؤلاء المضاربون يمسكون بأسهمهم ظنا أنهم مسيطرون على الوضع لكنهم ينسون أنها شركات خاسرة، ولن تعود لها قوتها إلا بتكرار سيناريو قديم وبعيد وأصبح الآن من الصعوبة على أي حال .
الشركات الاستثمارية الجيدة لا تحتاج مروجين لها أو مقيمين لها أو استنفارا لها، بل المستثمرون يعرفون ما هي الأسعار المستحقة لها، فمهم من يملك زمام المبادرة، ولكن السؤال مره أخرى، هل المشكلة مشكلة "سوق" أم "شركات"؟ برأيي مشكلة سوق سيطرت المضاربة عليها وتركت الاستثمار