محمد بن فهد العمران
خلال العام الماضي 2007م، أعلنت الشركة السعودية للخدمات الصناعية (سيسكو) أن صافي الربح في الربع الأول بلغ 1.1 مليون ريال، وفي الربع الثاني أعلنت الشركة عن ارتفاع صافي الربح إلى 3.8 مليون ريال، وفي الربع الثالث أعلنت عن مواصلة صافي الربح ارتفاعه إلى 6.2 مليون ريال، ثم أعلنت في نهاية العام عن تحقيق صافي خسارة بلغ 5.3 مليون ريال أرجعتها الشركة إلى تخصيص مبلغ بقيمة عشرة ملايين ريال لتغطية الهبوط الدائم في محفظة الأسهم المحلية!!!
لا شك أن إعلان هذه الخسارة كان مخيباً لآمال الكثير من مساهمي الشركة، لكن يبرز السؤال المهم دائماً: هل كانت هذه الخسارة مفاجئة لإدارة الشركة أم لم تكن مفاجئة؟
عند النظر إلى القوائم المالية للشركة من الربع الثالث 2006م إلى الربع الثالث 2007م، نجد أن جميع تقارير مراجع الحسابات الخارجي المرفقة مع هذه القوائم احتوت على لفت انتباه تضمن (أن الشركة لديها خسائر غير محققة من استثمارها في محفظة بالأسهم السعودية راوحت قيمة هذه الخسائر ما بين 26 و30 مليون ريال تم قيدها كخسائر غير محققة ضمن حقوق المساهمين، وأن معايير المحاسبة المعتمدة في المملكة تتطلب تحميل هذه الخسائر على قائمة الدخل في حال تبين أن الهبوط في القيمة السوقية لمحفظة الأسهم غير مؤقت)!!
المضحك أن جميع هذه التقارير ذكرت أن إدارة الشركة لا تزال تعتقد أنه لا يمكنها تحديد ما إذا كان الانخفاض في قيمة محفظة الأسهم هو وضع مؤقت أو غير مؤقت وبالتالي عدم إجراء تعديلات على قائمة الدخل مقابل هذا الانخفاض، مما يعني أن إدارة الشركة من الربع الثالث 2006م حتى بداية 2008م كانت متفائلة بعودة مؤشر سوق الأسهم إلى مستوى 21 ألف نقطة خلال فترة زمنية بسيطة!!!!
الغريب في الموضوع أن أقل قيمة حددها مراجع الحسابات الخارجي للخسائر غير المحققة في جميع التقارير بلغت 26 مليون ريال، وهي بذلك تفوق إجمالي صافي أرباح الشركة للأعوام 2007م و2006م و2005م و2004م مجتمعة (على اعتبار أن عام 2007 سيحقق ربحاً باستثناء مخصص الهبوط في قيمة محفظة الأسهم)، إضافة إلى وجود خسائر أخرى لم يتم الاعتراف بها، حيث إن القوائم المالية المدققة لعام 2007م تضمنت خسائر أخرى غير محققة بقيمة 3.2 مليون ريال!!