تعتيم غير مألوف على سير اكتتاب بترو رابغ، وحتى ساعة متأخرة من يوم أمس لم يظهر مايفيد عن سير الاكتتاب في الأيام الماضيه، وكأن الاكتتاب لم يبدأ بعد. وحدوث مثل ذلك يدعو للتساؤل لمصلحة من مثل هذا التعتيم.
في فترة سابقة كان الاعلان عن سير الاكتتابات يتم بطريقة غير مرضية ولا ترتقي الى المأمول أو حتى تصل الى المعقول، وكنا نرى أرقاماً مبهمة لايمكن الخروج منها بأي قراءة حول سير الاكتتاب، وفي هذه الفترة جاء الغياب كلياً لتلك الارقام التي كانت تظهر في الأيام الأولى، وذلك بالرغم من أهمية التفاصيل لكثير من أصحاب الأموال الذين يريدون اتخاذ قرارات صائبة اما بزيادة حجم الضخ النقدي في الاكتتاب واما بالمشاركة حسب مايمليه الاقبال.
ومما يؤسف له أنه بعدما قدم بنك البلاد من تغطية مفصلة ومثالية لسير اكتتاب جبل عمر وكانت أكثر من رائعة ومثيرة للاعجاب و فرح بها المهتمون بالاكتتابات واستبشروا خيراً منها بأن تكون مثالاً يحتذى به وميلادا جديدا لشفافية الاكتتابات، فاننا لم نر حتى الآن تقديم ما يوازي تلك التفاصيل في الاكتتابات التي تلته، وهو أمر مستغرب في حقيقة الأمر.
هنا لايسعني الا أن أستعيد وصفة المستثمر الكندي وخبير أسواق المال كالدويل لأجل الحصول على سوق مالية ناجحة حينما عرضها في الغرفة التجارية بالرياض قبل أشهر، وينبغي أن يؤخذ بها لبناء سوق مالية مليئة بالشفافية ولاينقصها الوضوح.
ووصفة الخبير كالدويل تفصح عن أن: (المعلومة الصحيحة هي أهم شيء يمكن الاعتماد عليه في أي سوق مالية، وهي الأسس التي بدأت ونشأت عليها أسواق المال العالمية، واذا لم تكن كذلك يتحول السوق الى مزار للغش والتدليس، كما أن شفافية المعلومة وجعلها متاحة لكل جمهور المتعاملين، هو جوهر السوق، اذا أردنا سوقا نظيفة ومستمرة في الانتعاش).
الحصول على البيانات الخاصة بالاكتتاب وعرضها عطفاً على التقنية الحديثة التي توفرتلك المعلومات بلحظات ليست من الصعوبة حتى يتم تأخيرها، بل على العكس من ذلك، وللأسف فقد ترك المجال للتخمينات حول الاكتتاب المذكور، وبالتالي تركت الفرصة لمن يريد أن ينسج الاشاعات