الاستياء الذي واجهه تأخر إدراج شركة جبل عمر لا نريده أن يتكرر في اكتتاب بترو رابغ. وهذا ما ينبغي أن يركز فيه مسؤولو الشركة ومن تقع عليهم المسؤولية في الإدراج؛ لأن من يريد الاكتتاب في هذه الشركة تساوره المخاوف من حجز سيولته ويوجد لديه هاجس تجميد أمواله المكتتب بها، وأغالبية مكتتبي بترو رابغ يريدون إيصال هذه الحقيقة خاصة ممن يريدون جني الأرباح بعد الاكتتاب وبيع السهم في يومه الأول كما جرت العادة من النسبة الأكبر من المكتتبين.
لماذا لا نريد أن يتكرر ما حدث من تأخير في الإدراج في جبل عمر على الاكتتاب الجاري تحصيل أمواله، الإجابة هي: لاختلاف الظروف بين الشركتين واقتصار التأسيس على شريكين هما أرامكو السعودية وسوميتومو كيميكال اليابانية، وتوفر النسبة الأكبر من متطلبات التأسيس وجاهزيتها.
في رأيي أن الإدراج لبترو رابغ في السوق المالية السعودية ينبغي أن يكون مثالياً وبعيداً عن البيروقراطية لتتم مواجهته هذه المره بارتياح كبير من جمهور المكتتبين في أسهمها.
فلم يتبق سوى اجتهاد مجلس إدارة الشركة في الوفاء بمتطلبات الإدراج لتحسين الصورة أمام جمهور المكتتبين وجعلها زاهية أمام الاكتتابات الكبيرة المقبلة ومسح الصورة الهزيلة التي لازمت الاكتتبات الكبيرة في أثناء الإدراج وكان آخرها شركة جبل عمر.
وبعد الإغلاق لللاكتتاب وتخصيص الأسهم لا يتبقى سوى خطوات إن تم مواجهتها مواجهة جادة فسيتم إنهاؤها على النحو المرضي بعد عقد الجمعية التأسيسية للشركة للنظر في جدول أعمالها والتقدم من قبل المؤسسين بطلب إلى وزارة التجارة لإعلان تأسيس الشركة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انعقاد الجمعية التأسيسية وحتى صدور قرار وزير التجارة بإعلان تأسيس الشركة ونشره مع عقد تأسيسها ونظامها الأساسي بالجريدة الرسمية.
تلك الخطوات يمكن إنجازها بأسرع ما يمكن بعد إغلاق الاكتتاب والتخصيص، لننتظر ونرى هل الصورة مشجعة وزاهية أم أن البيروقراطية كبيرة وطاغية