تصل احتياطياته إلى 3.5تريليونات برميل

أدى ارتفاع أسعار البترول إلى مستويات بلغت 100دولار للبرميل بالإضافة إلى تطور التقنية إلى تشجيع الاستثمارات في الرمال النفطية التي تعد مصدرا مهما للطاقة غير ان ارتفاع تكاليف استخراجها والذي يتراوح ما بين 32- 45دولار للبرميل حال دون التوسع في استثماراتها في الفترة المالية لا سيما مع وجود النفط الرخيص.
ويشير خبراء الطاقة إلى ان الرمال النفطية موجودة في أكثر من 72دولة تمثل نحو ثلثي الاحتياطات العالمية من النفط، بيد أن معظم هذه الاحتياطات موجود في منطقتين من العالم. حيث توجد مكامن هائلة للرمال الكندية النفطية في منطقتي اثاباسكا وشمال (ألبرتا) واللتين تشتملان على ما يقدر بنحو 1.7تريليون برميل، وحوالي 1.8تريليون برميل في رمال منطقة اورينوكو في فنزويلا.
ونجد أن هذه الاحتياطيات تفوق احتياطيات النفط التقليدي التي تصل إلى 1.7تريليون برميل غير أن كلفة استخراج النفط التقليدي تعتبر قليلة إذ إنها تصل إلى أقل من دولارين في بعض الدول الخليجية ما يجعل عائداته مشجعة على تطوير التقنية وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على صناعة الطاقة بصورة عامة وأفضى إلى استغلال الرمل النفطي كمصدر طاقوي يرفد المصادر الحالية في ظل ازدياد الطلب العالمي على الوقود الاحفوري.
ونتيجة إلى هذا التنامي في أسعار النفط فإن كندا التي تضم أراضيها كميات هائلة من الرمل النفطي ولذلك يتوقع أن تصل الاستثمارات فيها حتى عام 2015م إلى حوالي 100مليار دولار وستكون حافزاً إلى تصدير المزيد من النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر المستورد الأول للنفط والغاز الكندي ويتوقع أن يصل كميات النفط التي سيتم إنتاجها من هذا النوع إلى 3ملايين برميل يوميا بحلول عام 2015م ما قد يصعد بالانتاج الكندي إلى المرتبة الرابعة بين مصاف الدول المنتجة.
وعلى الرغم من تكاليف الإنتاج الباهظة تقلل من العائدات المالية من هذا النوع من الثروة الا أنه يعول عليه كثيرا من قبل الدول المستهلكة بشأن رفد مصادر الطاقة بيد أنه سيبقى مجديا إذا ما ظلت أسعار النفط في مستويات فوق 50دولاراً وأي تراجع اقل من هذه المستويات سيهدد صناعة الرمل النفطي ويحوله إلى رمل عديم الفائدة يقبع في مكامنه تحت أديم الأرض حتى عودة الأسعار إلى التحليق من جديد إلى مسارات تجعله ينافس النفط التقليدي.
ويقول المتفائلون أن بروز الرمل النفطي بكميات كبيرة جدا يعطي أملا في استمرار مصادر الطاقة على مدى المائة عام القادمة حتى ولو كانت أسعاره تفوق أسعار النفط التقليدي غير أنه يظل وقودا يدفع التنمية إلى الامام ويحول دون كساد اقتصادي وصناعي يشل التنمية البشرية ويهددها بالفناء.
وعول الخبراء كثيرا على تقدم التكنولوجيا من أجل التقليل من تكاليف استخراج الرمل النفطي الذي يتطلب تسخينه داخل المكامن لكي يمكن أن ينساب إلى الخارج، وكذلك مراحل المعالجة والتكرير التي لا يزال يعتريها كثير من الصعوبات التي تحد من اقبال الشركات النفطية على الاستثمار في هذا النوع من الوقود وتعتبر الاستثمار فيه سابقاً لأوانه مع وجود النفط التقليدي بكميات كبيرة في دول العالم.
وفي ظل التوترات السياسية قرب مكامن النفط ما يعرقل الاستثمارات الطاقوية فقد توجهت بعض الشركات البترولية إلى استغلال احتياطيات الرمل النفطي ما رفع إنتاجه بنسبة 65% خلال الاربع سنوات الماضية حسب احصائية مؤسسة (بزنس انيرجي) التي أشارت الى ارتفاع اسعار النفط جعل من تكنولوجيا استخراج النفط من الرمال بمثابة (الذهب الاسود) الجديد في عالم النفط والغاز، مبينة ان الطلب على الرمال النفطية من المتوقع ان يصل الى 10.3مليون برميل يوميا في عام 2008، صعودا من نحو 8ملايين برميل في عام 2003بمعدل نمو سنوي يصل الى نحو 3.7% مع أن معالجة الرمل النفطي يحتاج إلى تقنية عالية بالاضافة إلى تسويقه حيث إنه يعتبر من النفط الثقيل الذي يحتاج إلى مصافٍ خاصة تمتلك تكنولوجيا متقدمة لت