ذلل خفض سريع للفائدة مصاعب كبيرة كانت ستوجهها اسواق المال في قارات العالم، وأخذت بعده نفساً عميقاً، فيما كانت قبل الخفض مهيأة لأن تشُد الرحال الى مواجهة ما لا يسر.
وقبل ذلك الخفض المثير للفائدة الذي عوض خسائر كبيرة واجهتها اسواق المال، كنت قد تطرقت بالامس الى ما واجهته السوق المالية السعودية من هبوط بالنسبة القصوى،وهل يمكن مواجهة ازمة الاسواق العالمية فيما لو استمرت أوتأزمت بتعليق التداول،نحمدالله ان خفض الفائدة يسر الامر.
صحيح ان قراراً كتعليق التعاملات هو قرار صعب له انعكاسات قد يكون بعضها ايجابياً ويعمل كمهدىء لنفوس من يبيعون بهستيريا او يعرضون ولايجدون مشترين،وقد تكون النتائج عكسية فيما لو فهم بانه تدخل سافر في طبيعة السوق، لكن لم يكن احد سيفكر في قرار كهذا مجرد تفكير في حال توفر صانع السوق الذي يتولى ادارة السوق بجدارة في الاوقات التي قد تتخللها الازمات.
على كل حال.. فان خفضا سريعا وكبيرا للفائدة ربما ستفهمه الاسواق على انه اثبات على صحة التنبؤات بالكساد الذي سيصيب اكبر اقتصادات العالم، وسيجلب معه تدهوراً كان سيطال اسواق المال بعد اعلان تقديرات الشركات العالمية الكبرى عن مداخيل منخفضة للربع الاول من العام الجاري كما اعلنته امس الاول شركة -ابل- عقب اغلاق وول ستريت وعانت من قراءاتها الاسواق الامريكية والاوروبية امس وربما ستعاني الاسيوية منه اليوم.
اسواق المال في العالم كلها ستكون مرتبطة ببعضها البعض هذه المرة (كحالة استثنائية) لم تحدث منذ فترة بعيدة جدا، وهذا توقع مني وليس بجزم. فمخاوف الكساد ستضرب بالاسواق التجارية التي تُنتِج وتُسوق لها الشركات العالمية. ولذا فتقديرات ارباح الربع الاول لن تكون ذات صورة زاهية كما كان يحدث من قبل وستؤثر في الايام المقبلة على البورصات.
القائمون على تنظيم السوق المالية السعودية ينبغي عليهم الزام الشركات الكبيرة والمؤثرة وفي طليعتها سابك لتقديم تقديرات ارباحها للربع الاول، كما هو معمول به في البورصات المتقدمة وتلزم به كل شركة مساهمة، لكي لاتُترك الفرصة لمؤسسات استثمارية محلية يافعة وحديثة التجربة ان تتلاعب بتقديرات الارباح كما تلاعبت بتقديرات ارباح سابك للربع الرابع، فصدمت سوق المال المحلية قبل اسبوع بفارق ارباح كبير عن ما أعلنته سابك يصل الى نحو مليارات الريالات. وهو فارق مهول ومحبط أفسد سرور المستثمرين بأكبرأرباح قياسية لم تتحقق من ق