الممارسات التي ستغلف أداء سوق المال هي من سيحدد وجهته في الاسبوع الجديد، فإن كانت الممارسات شبيهة بالتي حدثت في الاسبوع المنصرم فان الوجهة ستكون إلى قاع سحيق ومآل صعب، وإن كانت الممارسات عاقله ومختلفة عما كانت عليه ومنزوعة من المخاوف والقلق فالاتزان سيكون سيد الموقف.
فالعوامل النفسية كانت طاغية على تعاملات الاسبوع المنصرم، واحكمت قبضتها على المتعاملين، فتحول الغالبية منهم إلى مشترين دفعة واحدة كما حدث في يوم الاربعاء الماضي، والى بائعين كما حدث في نهاية ذات اليوم وقبله، وهما سياق مماثل لما تم في أيام منصرمة.
دائما وفي أي فترة تُشَدِد فيه العوامل النفسية من قبضتها تكون السوق تحت وطأة تقلبات عنيفة، وضارة لمن لايكون بعيدا عنها ، ويزيد من عنفها مضاربات كبيرة باموال سريعة الدخول والخروج، وهذه المضاربات تزامناً مع تلك العوامل هي أمرغير طبيعي يهدد بتأزيم موقف السوق فيما لو استمرت ولايوفر لها اي استقرار.
ومايزيد من تعقيد الموقف في السوق المالية السعودية هو: الافراط الشديد في التفاؤل أوالتشاؤم في حالتي صعودها وهبوطها، فيخرج في حالة التفاؤل من يفرط في تفاؤله ويذهب بتوقعاته بوصول المؤشر إلى ارقام فلكية، او يخرج من يتشاءم ويذهب بتوقعاته للمؤشر العام إلى مستويات دنيا.
الفترة السابقة كانت السوق فيها عرضة للتصحيحات في اعقاب ارتفاعات سريعة ومتواصلة في الاشهر الاربعة الماضية، ومن الطبيعي ان تلك الارتفاعات السريعة ستكون متبوعة بتراجعات تصحيحية سريعة، لكن ان تكون عنيفة وغير منضبطة فهذا مثير للفزع.