الملاحظ الأكبر على سوقنا العزيزة، "وأقصد هنا سوق الأسهم الموقرة"، أن أي هزة تحدث لهذه السوق نتيجة إرهاصات خارجية أو لعبة هوامير داخلية، تجعل الكل "يعض شليلة" ويهرب، ولا بأس إن انهارت السوق من جراء ذلك أو تراجعت مكاسبها ..
المشكلة الكبيرة حسب أحد الخبراء الاقتصاديين أن من نعتقد أنهم موجهو السوق من أصحاب الحضور الإعلامي هم أول من يبادر إلى الهرب .. قد يكون لأزمة شباط (فبراير) الماضي دور فيما يحدث، ليعتقد المساهمون أن كل هزة أو تصحيح علامات انهيار جديد، وأتذكر هنا أحد الزملاء من المحللين الذين لم يدركوا بعد (خلال اليوم الأول من تراجع الأسهم خلال الأسبوع الماضي أن السبب في التراجع في العالم بسبب الكساد الاقتصادي الأمريكي).. أتذكر هذا المحلل الموقر وهو يصيح لمن يستفتونه بأن يسرعوا بالهرب ، وعلى حد قوله معبراً عن فداحة الأمر بقوله: (جاك الذيب، جاك وليده) .
الأزمة الأخيرة كشفت لنا أن كثيرا من محللينا الكرام .. بائعو كلام ويكفي أن أحدهم ممن أشبع الفضائيات حضوراً وتحليلاً لم يكن ملماً بالمتغيرات التي أفضت إلى التراجع ، وبات كأنه يلمح إلى أزمة سياسية قادمة في الخليج بين إيران والولايات المتحدة، وأخونا كما البعض غيره ممن يفغرون أفواههم بالقراءات والتحليلات التي خرجوا بها من المنتديات لم يكن أكثر عقلاً وحكمة وهو يرمي بمعلومات قد تفضي إلى انقلاب أحوال مادية لكثر ممن هم من فئة (................) أولئك الذين لم يتخلصوا من صدمة شباط (فبراير) ليفيقوا على صدمة أخرى أبطالها محللون غير مهيئين.
قبل أن أختم، أشير إلى أن الدروس التي تعلمها الجميع من الهزات السابقة جديرة بأن تكون عوناً، والعون الأكبر أتمنى أن تقدمه إدارة سوق المال فهي ليست معنية فقط بالإدارة والمراقبة للسوق.. بل يجب أن يتجاوز دورها التوضيح والمواكبة الفورية بنشر المعلومات الصحيحة حين الأزمات .. بل والرد على من هم يعتقدون أنهم يملكون المعلومة الصحيحة من المحللين "عاشقي الظهور" وكشفهم أمام الجميع، والأماني موصولة أيضا للفضائيات بوضع المقاييس الصحيحة للمحللين وإبعاد من ثبت عدم دقتهم